عسل الدغموس، أصله و فوائده الصحية للرجال و النساء
عسل الدغموس أو Daghmous honey بالانجليزية، هو عسل مغربي ينتجه النحل الذي يتغذى أساسا على Euphorbia officinarum، و التي تتواجد بشكل رئيسي في جهة سوس ماسة.
قبل سنة 2018، كان الدغموس يطلق على عسل هذه الجهة سواء كان مصدره Euphorbia officinarum أو Euphorbia regis-jubae، و هما من النبات المحلي المعروف، لكن قرار وزارة الفلاحة رقم 850.18 و الصادر في 29 مارس 2018، حدد تسمية دغموس سوس ماسة حصرا في العسل الذي تتضمن مكوناته من حبوب اللقاح، نسبة تعادل أو تفوق 60% من لقاح نبات الدغموس المسمى Euphorbia officinarum.
فهرس
بناء على ذلك، فترجمة عسل الدغموس ب Euphorbia honey، هي ترجمة غير موفقة، ، إذ يوجد أكثر من 2000 فصيلة من نباتات و أشجار Euphorbia، مشتتة في أكثر بقاع الأرض، و لا ينتج أي منها عسل الدغموس ما عدا Euphorbia officinarum.
الجدول التالي يوضح اختلاف التسميات بين بعض أنواع العسل في المغرب، رغم صدورها جميعا عن الأفوربيات:
مصدر العسل | المنطقة الجغرافية | اسم العسل |
---|---|---|
Euphorbia resinifera | تادلة-أزيلال | عسل الزكوم |
Euphorbia regis-jubae | سوس-ماسة | عسل الدغموس، لكنه لا يحمل ملصق: دغموس ماسة-سوس |
Euphorbia officinarum | سوس-ماسة | عسل الدغموس، يحمل ملصق: دغموس ماسة-سوس |
ما هي نبتة Euphorbia officinarum التي تنتج عسل الدغموس؟
هي نبتة تتخذ شكل سيقان شبه مستقيمة ، تتميز بوجود أشواك جانبية متطورة بشكل ملحوظ، أقوى وأصلب من تلك الموجودة في أنواع أخرى من Euphorbia.
أوراق هذه النبتة صغيرة و دقيقة موضعها على الأشواك، وهي تعكس تكيف النبات مع الظروف البيئية الصعبة بتقليل مساحة السطح التي قد تفقد من خلالها الماء. الأزهار تتشكل في تجمعات صغيرة من الأزهار الدقيقة داخل هيكل يشبه الكأس، وقد تكون من الأصفر إلى الأحمر الأرجواني. و تظهر هذه الأزهار التي يتغذى عليها النحل في الصيف و تمتد حتى الخريف، و لأن الأزهار جد صغيرة، كما أن مدة الإزهار محدودة، يظل عسل الدغموس مطلوبا جدا، لندرته و قيمته العالية.
فوائد عسل الدغموس
تتشابه مكونات العسل عموما، و لكنها تختلف أيضا باختلاف مصدر الرحيق، و هذه أهم مكونات عسل الدغموس:
متعددات الفينول
- مضادة للأكسدة وهذا يقلل من خطر الإصابة بالعديد من الأمراض.
- صحة القلب والأوعية الدموية: بعض متعددات الفينول، مثل الفلافونويدات أظهرت قدرة على تحسين صحة القلب عبر خفض ضغط الدم وتحسين مستويات الكوليسترول.
- الوقاية من السرطان: هناك أدلة تشير إلى أن متعددات الفينول قد تلعب دورًا في تقليل خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان عن طريق تحفيز الموت الذاتي للخلايا السرطانية وتقليل الالتهاب.
- صحة الجهاز الهضمي: تساهم متعددات الفينول في صحة الجهاز الهضمي بواسطة تعزيز نمو البكتيريا النافعة في الأمعاء وتقليل نمو البكتيريا الضارة.
- الوقاية من الأمراض العصبية: يعتقد أن متعددات الفينول تقي من الأمراض العصبية مثل مرض الزهايمر والشلل الرعاش عن طريق تقليل الالتهاب والتأثير على مسارات الإشارات في الدماغ.
- مكافحة الالتهاب: بعض متعددات الفينول لها خصائص مضادة للالتهاب، مما يمكن أن يساعد في التقليل من خطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بالالتهابات مثل أمراض القلب والسكري.
- صحة الجلد: تساهم متعددات الفينول في حماية الجلد من التلف الناتج عن الأشعة فوق البنفسجية وتعزز صحة الجلد عبر خصائصها المضادة للأكسدة والالتهاب.
الإنزيمات مثل الدياستاز والإنفرتاز
- تعزز من عملية الهضم عن طريق تحليل السكريات المعقدة إلى سكريات أبسط يسهل على الجسم امتصاصها. هذا يجعل العسل مصدرًا ممتازًا للطاقة يمكن استخدامها بسرعة داخل الجسم. كما تساهم هذه الإنزيمات في زيادة الفترة التي يمكن خلالها تخزين العسل دون أن يفقد خصائصه الغذائية أو العلاجية.
- يحتوي عسل الدغموس أيضا على العديد من المعادن والعناصر النزرة (مثل البوتاسيوم، المغنيسيوم، الكالسيوم، الزنك، والسيلينيوم): تعتبر هذه المكونات حيوية للعديد من وظائف الجسم الأساسية.
- تساهم في دعم صحة العظام،
- تنظيم ضغط الدم،
- تعزيز وظائف الجهاز المناعي.
- كما أن العناصر النزرة مثل الزنك والسيلينيوم مهمة للحفاظ على
- صحة الجلد والشعر والأظافر
- وتلعب دورًا في الحماية من التأثيرات الضارة للإجهاد التأكسدي.
المعادن والعناصر النزرة مثل البوتاسيوم، المغنيسيوم، الكالسيوم، الزنك، والسيلينيوم
- تساهم في دعم صحة العظام،
- تنظيم ضغط الدم،
- تعزيز وظائف الجهاز المناعي.
- كما أن العناصر النزرة مثل الزنك والسيلينيوم مهمة للحفاظ على
- صحة الجلد والشعر والأظافر
- وتلعب دورًا في الحماية من التأثيرات الضارة للإجهاد التأكسدي.
فوائد عسل الدغموس للرجال
تعزيز الطاقة: يمكن للسكريات الطبيعية في العسل أن توفر دفعة سريعة للطاقة، والتي قد تعزز القدرة على التحمل. الطاقة ضرورية للحفاظ على رغبة جنسية صحية.
البورون: يحتوي العسل على البورون، وهو معدن مرتبط بإنتاج التستوستيرون. التستوستيرون يلعب دورًا هامًا في الرغبة الجنسية لدى الرجال.
مضادات الأكسدة: قد تساعد مضادات الأكسدة في العسل على دعم تدفق الدم من خلال الحفاظ على صحة الأوعية الدموية. التدفق الجيد للدم ضروري للوظيفة الانتصابية.
فوائد عسل الدغموس للنساء
المعادن والفيتامينات: العسل غني بالمعادن والفيتامينات التي يمكن أن تساعد في تهدئة التقلصات وإدارة أعراض متلازمة ما قبل الحيض (PMS). المغنيسيوم في العسل، على سبيل المثال، قد يساعد في تقليل التقلصات.
الخصائص المضادة للالتهاب: يمكن أن تكون الخصائص المضادة للالتهاب في العسل مفيدة في تقليل الألم و الوجع الناتجين عن الدورة الشهرية.
تنظيم الهرمونات: على الرغم من أن الأدلة المباشرة محدودة، فإن العناصر الغذائية الموجودة في العسل قد تلعب دورًا في المساعدة على تنظيم الاختلالات الهرمونية، مما قد يسهل من عدم انتظام الدورة الشهرية.
أصل عسل الدغموس و الزكوم : نبتة ذات خصائص علاجية سحرية
لا يهتم الناس فحسب بعسل الدغموس، بل بكل أنواع العسل المقترنة بنبتة Euphorbia، و الفوربيا هي نبتة ذات خواص علاجية مذهلة و معروفة منذ القدم، و يثبت اليوم العلم قدرتها على محاربة فيروسات و أمراض بشكل قد يفوق المركبات الكيمائية المستخدمة حاليا.
ففي دراسة أجريت في كورسيكا شملت عددا من الباحثين المحليين و متخصصين آخرين من بلجيكا، أظهرت النتائج أن مكونات Euphorbia قد تحمل القدرة على توفير علاجات مبتكرة للفيروسات والأمراض التي لم تكن معالجتها بالمركبات الكيميائية الحالية ممكنة بشكل فعّال. خلال البحث، تم تحليل واختبار مستخلصات من عدة أنواع من Euphorbia و وضحت النتائج قدرتها على تثبيط فيروسات مثل الشيكونغونيا و هو مرض فيروسي ينشره نوع من البعوض يسمى البعوضة النمرية. هذا المرض يمكن أن يسبب حمى شديدة وآلام في المفاصل قد تؤثر بشكل كبير على حياة الناس.و قد أصبح هذا النوع من البعوض ينتشر في مناطق جديدة من حوض البحر المتوسط، و لا يوجد حتى اليوم لقاح أو علاج محدد لهذا المرض.
و خلصت نتائج نفس الدراسة، إلى أن بعض مركبات الأفوربيا، كانت فعالة ضد فيروس نقص المناعة المكتسبة HIV، و أن ألية عملها تشبه جزيء البروستراتين Prostratin المستخدم ضد فيروس نقص المناعة المكتسبة . لكن مع فعالية مضادة للفيروسات تفوقه ب 28 مرة 2.
كيف تتأكد من أن عسل الدغموس حر طبيعي و أنه ليس مغشوشا
بصراحة، هناك طريقة واحدة للتأكد بشكل نهائي قاطع، من أن العسل هو فعلا عسل دغموس أم لا، و هي التحليل المخبري الدقيق، و لكن من المستبعد جدا أن يلجأ المستهلك لتحليل مخبري، لذلك تبقى أمامه طرق تقليدية و عامة لاختبار العسل، و هي كالتالي:
طرق اختبار العسل
اختبار الملعقة: صب العسل من الملعقة، العسل الطبيعي يجب أن يتدفق ببطء ويشكل أشكال مثل الطبقات أو “الشرائط” قبل أن يستقر في الأسفل ببطء.
اختبار الماء: ضع قطرة من العسل في كوب من الماء. العسل الطبيعي سيستقر في القاع ولن يذوب بسهولة، بينما العسل المغشوش أو المخفف سيذوب بسرعة.
اختبار عود الثقاب: غمس عود ثقاب في العسل ثم حاول إشعاله. إذا كان العسل طبيعي وليس محتويًا على ماء زائد، يجب أن يشتعل العود.
اختبار التبلور: العسل الطبيعي يتبلور بمرور الوقت، ويمكن أن يكون هذا علامة على جودته. إذا لم يتغير العسل بعد تخزينه لفترة طويلة، قد يكون مغشوشًا.
يجب أن تُفهم هذه الاختبارات على أنها مؤشرات، أكثر منها أدلة، فالعسل الطبيعي الحر، قد يفشل في بعض هذه الاختبارات، و هذا راجع لأن متغيرات لزوجته و تبلوره و نسبة الماء فيه، تبقى مرتبطة بنوعه و أحيانا بدرجة حرارة تخزينه، و مدة هذا التخزين. و لذلك يبقى المحدد الأهم في ظل غياب التحليل المخبري الدقيق هو الثقة التي يربطها المستهلك بالبائع، لذلك يفضل أن:
- أن تشتري العسل المعروف بعلامته التجارية و الخاضع لمراقبة الأجهزة المعنية، أو الذي تنتجه جمعيات نحالين معترف بها.
- أن تشتري العسل مباشرة من النحال، لأن النحال يسعى دائما للحفاظ على سمعته و اكتساب زبائن يثقون في منتجاته، و من النادر جدا أن يسعى لخداعك، فأغلب المخادعين يكونون تجار عسل، و ليسوا بنحالين.
الذين يشترون عسل الدغموس، مطالبون بالحذر من الغش
للأسف، بينما يجتهد النحالون ليل نهار لإنتاج عسل طبيعي عالي الجودة، تقوم فئة قليلة من المتطفلين، كما هو الحال في كل مهنة، بالتشويش على عملهم، عبر ممارسات غير شريفة. و قد تكون خطيرة في حالة عسل الدغموس، فلأن بعض الناس يعتمدون على الرائحة لتمييزه عن أنواع أخرى من العسل، قد يلجأ بعض المتحايلين، لاستخراج حليب الأوفربيا عبر حقن، و مزجه بعسل من نوع آخر، لاكتساب رائحة الدغموس.
هذه الممارسات خطيرة للغاية، و يجب التبليغ عنها عند أدنى شك، في حالة الإحساس بأعراض صحية سلبية بعد تناول هذا العسل، و السبب يعود لسمية نبات الأوفوربيا، و خطر هذه الممارسة على الصحة العامة للمواطنين.
لذلك نؤكد من جديد، على ضرورة شراء عسل الدغموس من مصادر معروفة، و معترف بها. هذا سيدعم النحالين الأمناء ويضمن حصول المستهلكين على منتجات صحية تحترم معايير الجودة.
ما هو ثمن الدغموس
كما قلنا سالفا، لا تتواجد نبتة Euphorbia officinarum إلا في جنوب المغرب، و هذا يعني أن النحالين الذين يرغبون في استخراج عسل منها، سيكون عليهم نقل النحل للمنطقة، و سيتكبدون تكاليف نقل باهظة، قد تتجاوز الألف دولار للسفرية الواحدة، مقابل منتوج غير مضمون يمكن أن لا يتجاوز المائة كيلوغرام في بعض الأحيان، لذلك حين يطلب النحال 30 دولار تقريبا مقابل الكيلوغرام فهو لا يبالغ على الإطلاق. و هو ثمن عادل مقابل التكاليف و الجهد المبذول. و قد رأيت الدغموس يباع في اوربا بأسعار تتراوح بين 55 و 65 دولارا للكيلوغرام.
في السنوات التي يحصل فيها النحالون على محصول مرتفع، قد يتدنى ثمن الدغموس في المغرب إلى حدود الـ 25 دولارا، و قد بلغني من بعض الناس أن هناك من يبيعه بأقل من ذلك.
في الحقيقة، لا أستطيع أن أحكم على قيمة عسل لم أره و لم أختبره، و لكن بيعه بأقل من 25 دولارا أمر يدعو للاستغراب، لأن النحال لا يمكنه تغطية التكاليف بمثل هذا السعر، اللهم إلا أن يكون من سكان المنطقة، أو أن يستند على مخزون استثنائي يغطي بوفرته على الخسارات المحتملة.
شارك في كتابة هذا المقال: جبران الشداني
مصادر:
- “Euphorbia officinarum” by Frank Vincentz, used under CC BY-SA 3.0 ↩︎
- L-F Nothias-Scaglia. Etude de l’activité antivirale d’extraits d’Euphorbia de Corse : recherche de
nouveaux diterpènes d’intérêt biologique. Chimie organique. Université de Corse-Pascal Paoli, 2015.
Français. ffNNT : ff. fftel-01299404f ↩︎