الدليل المبسط لاستخدام أبيجارد في مكافحة فاروا خلايا النحل

أبيجارد هو علاج فعال ضد الفاروا. و هو أحد المبيدات الطبيعية الأكثر استخداما،  المكون الرئيسي لأبيجارد هو  الثيمول (مادة طبيعية من الزعتر)، و الذي أظهر فعالية مخبرية واضحة ضد الفاروا.  إحدى أهم نقاط قوة أبيجارد تكمن في سهولة استعماله، فهو يأتي في صيغة جيل سهل وضعه في الخلايا الموبوءة، و حسب الشركة المنتجة، و العديد من المهتمين، لا يشكل أبيجارد خطرا على سلامة النحل. و تأثيره السلبي على نشاط الشغالات و الملكة يظل أقل بكثير من علاجات طبيعية أخرى.

قبل البدء في استخدام أبيجارد

القول بأن أبيجارد لا يضر بصحة النحل، هو قول صحيح بالتأكيد، و لكنه مع ذلك، يبقى حكما نسبيا مرتبطا بالصحة العامة للخلية المستهدفة بالعلاج، فحتى الأدوية الأكثر رفقا  بصحة النحل تتطلب حذرا خاصا خلال الاستخدام، تأكد من أن خليتك  تتوفر على صحة دنيا معقولة، لأن الأدوية لن تفيد في حالة خلية ضعيفة على وشك الانهيار، عليك أيضا  أن توفر للخلية ما يكفي من الطعام، النحل يتجه بشكل فطري للأكل المفرط في حالات القلق أو الإحساس بالخطر، و هذا السلوك مفيد في هذه الحالة لأن النشاط الداخلي للنحل سيساعد على نشر أفضل لمادة الثيمول. للحصول على نتائج أفضل ،يجب أيضا أن تعمل على تحسين تدفق الهواء في الخلية عن طريق إضافة صندوق فارغ في الأعلى مثلا ثانيًا، خصوصا في الأيام الحارة، لأن الثيمول يتبخر بسرعة بالغة خلال الحر، و بتركيز عال قد يؤذي النحل، لذلك يفضل أن تستخدم أيضا أرضيات شبكية (فتحات تسمح بمرور الهواء والحطام، و تساقط الطفيليات) للحفاظ على تهوية مناسبة داخل الخلية.

أفضل وقت لتطبيق أبيجارد

السر الأساسي خلف نجاح أبيجارد، أو فشله، يمكن أساسا في توقيت الاستخدام،  هذا العلاج يكون أكثر فعالية خلال الطقس الدافئ، خاصة بين 15°C و 40°C، لأن مادة الثيمول تحتاج هذا النطاق الحراري، للتبخر بشكل معدل و فعال، عادةً ما تتوفر هذه الحرارة خلال الصيف أو الخريف. و هذا التوقيت استراتيجي لأنه لا يتزامن مع فترات جمع الرحيق ، مما يضمن انتشار العلاج بشكل أكثر فعالية بسبب زيادة نشاط النحل الداخلي.

النشاط المتزايد للنحل خلال الأوقات التي لا يتم فيها جمع الرحيق قد يبدو قولا متناقضًا في نظر المبتدئين . لكنه قول يعكس حقيقة واقعية، فعندما لا يكون النحل مشغولاً بجمع الرحيق، يكون أكثر التزاما بأعمال الصيانة، والعناية باليرقات، و تدبير تهوية الخلية ودرجة حرارتها، كما تنشط مشاركته في سلوكيات العناية الذاتية و العناية بالآخرين بشكل أكبر و كلها نشاطات تساعد في انتشار العلاجات مثل أبيجارد. 

لا تستخدم أبيغارد خلال البرد القارس أو الحر المفرط

من الضروري تجنب استخدام أبيجارد خلال درجات الحرارة المتطرفة.  حين تنخفض درجة الحرارة إلى ما دون 15°C، حيث تنخفض فعاليته بشكل كبير ، كما يجب أيضا تجنب استخدامه حين تتجاوز درجة الحرارة  40°C، لأن الحر المفرط يسرع تبخر الثيمول بشكل مركز، و عموما، حين تتجاوز الحرارة  25°C، استخدم نصف جرعة فحسب (نصف جرعة تساوي 25 جرام) موزعة على عدة أسابيع، مع إمكانية إضافة جرعة ثالثة إذا لزم الأمر.

لا تأخذ بعين الاعتبار درجة الحرارة خلال ساعة وضع الثيمول فحسب، بل درجة الحرارة المتوسطة، لكل فترة العلاج، إن استخدمت الثيمول صباحا خلال الصيف و درجة الحرارة لا تتجاوز العشرين، لا يمكن أن تتناسى أنها سترتفع بالتأكيد خلال الزوال و أن ذلك سيتكرر طوال مدة العلاج.

إن استخدمت الأبيجارد في يوم مشمس معتدل خريفي، و تلته أيام من الزمهرير القارس، ستخسر فعاليته على الأرجح.

لذلك لا بد من الاطلاع مسبقا على مستويات الحرارة، خلال الفترة الزمنية الكاملة للعلاج. و عليك فوق ذلك، تتبع نشاط  الفاروا بشكل مستمر بعد الاستخدام. إن كانت العلاجات بصفة عامة تتطلب مرافقة ومراقبة مستمرة، فالأبيجارد بصفة خاصة، يتطلب مراقبة أكبر، لأن فعاليته ترتبط أساسا بدرجة الحرارة.

احذر من استخدام الأبيجارد خلال فصل الربيع

يجوز استخدام أبيجارد خلال فصل الربيع، و لكن يفضل تجنب استخدامه في هذا الفصل إن كان ذلك ممكنا. الربيع هو وقت حيوي لنمو خلية النحل، حيث يكون وضع البيض من قبل الملكة مهمة ذات أولوية خاصة. لكن للأسف، قد تجبر علاجات الثيمول مثل أبيجارد الملكة على التوقف مؤقتا عن وضع البيض، فهل ترغب في إيقاف عملية البيض خلال هذه الفترة الحاسمة من البناء؟

ما يجب تجنبه خلال استعمال الأبيجارد

  • تجنب استخدام أبيجارد أو أية مبيدات أخرى، حتى الطبيعية، خلال ذروة فترة جمع الرحيق و إنتاج العسل،هذه الفترة تكون غالبا في الربيع أو الصيف، و من الأفضل أن يركز النحل جهده على إنتاج العسل بدل التركيز على تنظيف نفسه و بيته من الثيمول، يمكن بسهولة أن تتلوث أقراص العسل بالثيمول، و رغم أن هذه المادة لا تؤذي البشر بشكل عام، و تستخدم في مجالات علاجية كثيرة بفضل خواصها المطهرة و المضادة للبكتيريا، إلا أن التلوث قد يؤذي لتغيير مذاق العسل.
  • تجنب معالجة المستعمرات الضعيفة بأبيجارد، فكر في دمجها مع واحدة أقوى أولاً. لكن تريث كثيرا قبل الدمج، إن كانت الخلية الضعيفة مصابة بشكل كبير، فأنت تغامر بإضعاف الخلية الأقوى. في النهاية قد تحصل على خلية أكبر قليلا و أكثر إصابة بالفاروا، احسب ما ستستفيد و ما ستخسر، و ما إذا كان من الممكن فعلا إنقاذ الخلية الضعيفة أم أنها محكومة بالانهيار.
  • ارتدي دائمًا قفازات غير قابلة للنفاذ (مثل قفازات النتريل) عند التعامل مع أكياس الأبيجارد وتجنب وضع العلاج في تماس مباشر مع الحضنة.

ملاحظة هامة: للحصول على تعليمات مفصلة وإرشادات إضافية حول استخدام أبيجارد، راجع دائمًا تعليمات العلاج كما هي مكتوبة على المنتج،  وزر موقع أبيجارد على الإنترنت

هل الأبيجارد فعال حقا في مقاومة الفاروا؟

تختلف فعالية الأبيجارد من منحل لآخر، و من خلية لأخرى، أظهرت بعض الدراسات أن أبيجارد كان ذا تأثير محدود على الفاروا (Gregorc et al., 2012)، بينما أبلغت دراسات أخرى عن معدل نجاح أعلى، وصل إلى إزالة 76% و  98% من الفاروا. و هذه النتائج توضح بشكل جلي التباين الكبير في الفعالية .

في البلدان ذات المناخات الأكثر دفئًا، مثل إيطاليا والجزائر والمكسيك، أظهرت بعض الدراسات أن أيبجارد نجح بشكل كبير في  مقاومة الفاروا ( Domatskaya et al.2021).

لكن النتائج قد تختلف داخل المنحل الواحد من سنة لأخرى، و تتفاوت بين سنة تعرف فعالية كبيرة، و أخرى تعرف فعالية ضعيفة.

من الصعب جدا البحث عن تفسير منطقي واحد، لفهم سبب التفاوت في الفاعلية من خلية لأخرى، نعرف أن لدرجة الحرارة دورها، و لكنها قد لا تكون العامل الوحيد، فاختيار النافذة الزمنية للعلاج، و مستوى تفشي الفاروا قبل المعالجة، و حتى مدى المقاومة الطبيعية لفصيلة النحل، كلها متغيرات تحسم في النهاية في النتيجة العامة.

لكن هناك شبه توافق بين مختلف النحالين، أن أبيجارد يجب أن يكمل بعلاج آخر، مثل الأدوية التي تحتوي على حمض الأوكساليك، و حين نقول بعلاج مكمل، فنحن نقصد علاجا مختلفا يستند على مكونات نشطة مختلفة، كأن تمزج بين دواء يتضمن مادة الثيمول و آخر يتضمن حمض الفورميك  أو الأميتراز، و لهذه المقاربة أهمية خاصة لأن التنويع يمنع الفاروا من تكوين مناعة ذاتية ضد هذه المكونات الطبيعية. 

مصادر

  • Gregorc, A., & Planinc, I. (2012). Use of thymol formulations, amitraz, and oxalic acid for the control of the Varroa mite in honey bee (Apis mellifera carnica) colonies. Journal of Apicultural Science, 56(2), 61-67. https://doi.org/10.2478/v10289-012-0024-8
  • Domatskaya, T.F., Domatsky, A.N., Levchenko, M.A. (2021). The effectiveness of Apiguard against varroatosis (the case of Tyumen region apiaries, Russia). Ukrainian Journal of Ecology, 11(9), 122-126. Licensed under a Creative Commons Attribution 4.0 International License.

شكر

  • شكر خاص لجبران الشداني و خليل الشداني لجهدهما في تدقيق و ترجمة إحالات هذه المقال
  • Featured image adapted from ‘The effectiveness of Apiguard against varroatosis’ study PDF, used under CC BY 4.0, with modifications by Joubrane. Original study by T.F. Domatskaya, A.N. Domatsky, M.A. Levchenko.

Similar Posts