تشوه جينات النحل المحلي وتراجع المناحل
ان استيراد النحل او ملكات النحل من سلالات نقية او هجينة دائما له اثار سلبية تؤثر على استمرارية النحل المحلي وتراجع المناحل وقلة الانتاج .
سوف اطرح سؤال مهم هل النحل المتواجد على ارض مصر سيئ وماهي اسباب انقراضه او ضعفه وتراجعه وانهياره في بعض الاحيان بعد فترة من استراده ؟ ان النحل الهجين المتواجد على ارض مصر جيد لمناخ مصر وطبيعة مصر والدليل على ذلك تكاثره واستمراره بالحياه وتطوره رغم تعرضه للتقسيم المتكرر علما بان مصر من اكبر الدول المصدره للنحل بالعالم . اذا ما هو السر بذلك دعونا نسرد ماهو الحاصل عبر التاريخ والسبب بنشوء السلالات المحليه
ان طرد النحل قادر على قطع مسافات كبيره قبل ان يستقر ويعاود التطريد مره اخرى والابتعاد عن موطنه الاصلي وتتكرر هذه العملية الى مالانهايه . فهذا ما حصل قبل وجود الانسان على سطح البسيطه . لقد خلق الله تعالى الكثير من السلالات وانتشرت وتزوجت وكانت النتيجه هجن ومنها من بقى نقي وتم الانتشار بجميع الاتجاهات, فعند انتقال طرد الى مكان بعيد هنالك احتمالين اما البقاء او الفناء فاذا كان يحمل مجموعة من الجينات تمكنه من النجاح بالاستمرار في العيش في الوطن الجديد فانه سيتكاثر وينتقل الى اماكن جغرافية اخرى وينقرض عند وصوله الى منطقه لاتناسب استمراريته بالحياه وبعد زمن طويل وعدد كبير من الهجرات المتتالية لمنطقة جغرافية ما . لقد تكونت السلاله المحلية من اندماج السلالات التي كان لها القدرة بالاستمرار في العيش في هذه المنطقة وفشلها بمناطق اخرى (البقاء للاصلح) اذا السلاله المحلية هي السلاله التي تحمل من الجينات مايمكنها بالاستمرار في موطنها. فهي قادره ان تتحمل كل الظروف لهذا الوطن من جفاف او انخفاض درجات الحراره او ارتفاعها . ان اختلاف السلاله يختلف من المنطقة الساحلية والسهلية والجبلة لنفس المنطقة الجغرافية . ان كل السلالات او الهجن تجتمع بانها تحمل جينات تاهلها للاستمرار بالعيش بموطنها ولاكن تختلف في صفاتها . حيث ان نوع الغطاء النباتي نوع التربة اختلاف درجات الحرارة مابين الليل والنهار الرطوبة اارتفاع او انخفاض درجات الحراره الجفاف او وفرة المراعي الارتفاع عن سطح البحر الخ , ان وجود كل هذه المتغيرات كانت السبب الاساسي لنشوء السلالات المحلية المتعدده بالعالم . ومثال على ذلك ان المناطق التي بها ازهار غددها الرحيقيه غائرة بوسط الزهرة تحتاج الى لسان طويل .وان هنالك سلاله تتوقف عن تربية الحضنه مباشرة بعد ابتداء انخفاض درجة حرارة المحيط الخارجي لتوفير الغذاء للشتاء الطويل مثل نحل المناطق البارد اما الايطالى فانه يستمر بالتربية فاكثر الاحيان يتعرض للمجاعة لذلك لاينجح في المناطق ذات فصل الشتاء القاسي والطويل .المناطق الجافه تحتاج لنحلة سريعه صغيرة الحجم خفيفة الوزن قادرة على الطيران لمسافات طويله باقل كمية من الطاقه وهذه الامثلة جزء من كل . اذا هنا تكمن الخطوره بتدخل الانسان باستيراد النحل والملكات بشكل عشوائي غير مدروس فيسبب بتشوه جيني تكون نتائجه وخيمة على استمرارية النحل المحلي واكثر الاحيان يكون نصيب الجزء الاكبرمن هذا الهجين التدهور والانقراض والجزء القليل منه والذي يحمل جينات الاستمرار في هذه المنطقة الجغرافية يستطيع التطور والاستمرار بالحياة. لقد كان الجهل وعدم تقدير العواقب والانبهار بسلالات منتجه وذات صفات قياسية في وطنها وليس بوطن اخر . لم يخطر في البال ان هذه الصفات في عدم امكانية الاستمرارية ليس لها اي قيمة . خلال ثلاثين سنة من تربيتي للنحل وانا هاوي وعاشق لهذه الحشرة قمت باستيراد الكثير الكثير من ملكات سلالات نقية وهجن وكان الانطباع النهائي الذي تولد عندي ,ان لكل وطن سلاله او اكثر .لقد استوردت ملكات في موطنها الاصلي منتجه تصل انتاجيتها عدة ادوار من العاسلات , وعند نقلها الى الوطن الجديد ذو مراعي قوية تعادل مراعي موطنها الاصلي كانت النتيجه تراجعها الى عدة اطارات وانهيارها او فقد الملكات بدون اسباب واضحة او انهيارها خلال فصل الصيف او الشتاء صيفا .لقد كان هنالك امكانية واحدة للاستفاده من هذه السلاله او الهجين بانيتم تقاطع هذه السلاله مع السلاله المحلية فنحصل على نسبة قليله من الخلايا لها القدرة على الاستمرارية بالحياة في الوطن الجديد وتحمل الصفات القياسية للام ومن هذا العدد القليل يتم تربية الملكات والاستمرار بالانتخاب الى ان نتحصل على هجين مستقر بصفاته . اذا عند استيراد النحل والملكات تكون النتائج اكثر الاحيان كارثيه ومدمره للسلاله المحلية وممسببه بانهيار المناحل وانخفاض عددها .
الكاتب
- احمد عرابي صالح عبود