كيف، متى، ولماذا: استخدام فخ حضنة الذكور لمكافحة الفاروا
لماذا لا يكفي استخدام المبيدات للتخلص من الفاروا؟
في الطبيعة، لا يقوم الطفيلي عادة بقتل مضيفه، لأن حياته تتوقف على استمرار حياة عَائِلِه، لكن في الطبيعة يحدث أيضا أن ينتقل الطفيلي من مضيف إلى آخر، و في هذه الحالة، إن لم يكن المضيف الجديد متسلحا بأدوات طبيعية لمقاومة الطفيلي، تكون النتائج كارثية.
هذا ما حدث تقريبا خلال انتقال الفاروا من مضيفه الأسيوي، إلى النحلة الأوربية، و هي السلالة الأكثر انتشارا في العالم. حاول النحالون في البداية استعمال ترسانة مختلفة من الأسلحة الكيمياوية، لكن دون نجاح كبير، لأن قوة الفاروا تكمن في تكاثرها داخل وسط محمي يوفره النحل، هو البيوت الشمعية المختومة.
هذا الوسط المعد طبيعيا لحماية يرقات النحل يحمي الفاروا أيضا بشكل كبير من أخطار البيئة المحيطة، كالمبيدات الكيمياوية، أكثر من ذلك، تمكن هذا الطفيلي من تكوين مقاومة ذاتية تجاه هذه المبيدات تحميه و لو بشكل محدود حتى في المرحلة الفوريتية Phoretic stage التي يكون فيها متعلقا بالنحل خارج الأقراص.
طبعا، توجد مبيدات طبيعية كالثيمول، لم تنجح الفاروا في تكوين مقاومة ضدها، لكن فعاليتها تبقى متقلبة و مختلفة من منحل لآخر.
إضافة لكل هذا، يستفيد هذا الطفيلي الخبيث باستمرار، من هدنة سنوية إجبارية تسمح له بالتجدد و التقاط الأنفاس، هي فترة ذروة جمع الرحيق و إنتاج العسل، حيث يتوقف النحالون عن استخدام المبيدات لعدة اسباب أهمها الحيلولة دون تلويث العسل و الشمع بالمبيدات.
لا تملك النحلة الأوربية Apis mellifera مقاومة صلبة كتلك التي تملكها الأسيوية و بعض نحل الشمال الأفريقي. لذلك فهي تعتمد في حياتها بشكل أساسي على مساعدة النحال و تدخله للقضاء على الفاروا.
لجأ النحالون لابتكار طرق كثيرة لمحاربة هذا الطفيلي، و اليوم سنعرض لطريقة هامة نسميها فخ حضنة الذكور، يمكن الاستعانة بها على مدار السنة مادامت الملكة قادرة على وضع البيض، أو بشكل خاص خلال الفترة التي تلي استخدام المبيد الأول و تسبق استعمال المبيد التكميلي قبل التشتية. لأنها الفترة المفضلة لاستخدام علاجات لا تهدد نقاء العسل أو الشمع.
لماذا اختيار حضنة الذكور كفخ للفاروا؟
يأتي اختيار حضنة الذكور كفخ لمحاربة الفاروا، انطلاقا من ملاحظة أساسية يعرفها كل نحال، و هي أن الفاروا تتواجد في بيوت الذكور أكثر من تواجدها في بيوت الشغالات، و أنه بينما تكون حضنة الشغالات ضرورة حيوية للخلية، لا يمكن المساس بها، يستطيع النحال الإستغناء لمدة من الوقت عن حضنة الذكور، دون أثر سلبي على الخلية.
من هنا جاءت الفكرة الذكية التي تدعو للتخلص من حضنات الذكور، مرتين أو ثلاث أو أربعة مرات في السنة، لتخفيض عدد الفاروا داخل الخلية.
يجب أن تعرف أن ملكة النحل تطلب التلقيح مرة واحدة طيلة حياتها، و لذلك فإن الذكور بعد تلقيحها، يظلون بلا وظيفة أساسية، و أن دورهم الاساسي بعد ذلك، و دون قصد، يظل دعم انتشار الفاروا في المنحل.
طبعا في هذا الكلام الكثير من التجني على الذكور، ذلك أن النحل أدرى بحياته، و هو إن كان مصرا على إنتاج الذكور، فهو يفعل ذلك لسبب وجيه حتما، إذ لا بد منهم للمحافظة على التنوع الجيني داخل الخلية، و الحقيقة هي أنه يصعب فهم التداعيات السلبية المستترة التي قد يشكلها حرمان الخلية مؤقتا من الذكور، مع أننا نعرف على الأقل، أن ذلك لا يؤثرا سلبا لا على إنتاج العسل، و لا على خصوبة الملكة. و أن هذه الاستراتيجية تنجح بشكل مؤكد في التقليص من عدد الفاروا داخل الطائفة.
لكن إن كان التخلص من ذكور النحل يضايقك، يمكنك أن تطمئن، فحتى حين تتخلص من إطار حضنة الذكور، سيبقى مئات منهم مشتتين هنا و هناك في الفراغات و على حواف الإطارات الأخرى، لأن النحل يبنى خلاياهم في أكثر من مكان.
يظن عدد من النحالين أن الفاروا يتجه لبيوت الذكور بسبب رائحة يرقات الذكور، أو بسبب فيرمون معين تفرزه يجذب الفاروا، لكن لا يوجد في الحقيقة دليل علمي ثابث على صحة هذه النظرية، بل نحن لا نحتاجه أصلا لتفسير حقيقة وجود الفاروا في حضنة الذكور أكثر من حضنة الشغالات، إذ يكفي الاستدلال بحقيقتين واقعيتين لتفسير كثرة الفاروا في حضنة الذكور:
1- سلوك الشغالات في رعاية الحضنة عموما هو سبب لتفشي الفاروا بين الذكور، حيث تقضي الحاضنات وقتا أكبر في رعاية و إطعام الذكور، يقارب ثلاثة أضعاف الوقت الذي تقضيه في رعاية الشغالات (Calderone & Kuenen, 2003)، أضف إلى ذلك أن النافذة الزمنية التي يتمكن من خلالها الفاروا من الانتقال من الشغالة الموبوءة إلى بيت اليرقة قبل أن يتم إغلاقه، يقارب ما بين 40 و 50 ساعة بالنسبة ليرقات الذكور، بينما لا يتجاوز هذا 20 ساعة ليرقات الشغالات (Boot, Calis, & Beetsma, 1992) .
أريد أن أعيد تفصيل هذه النقطة، لأني اشعر أن مفهوم النافذة الزمنية السابقة على الإغلاق سيلتبس على بعض النحالين المبتدئين.
يجب أن تعرف أن الفاروا لا يدخل البيوت الشمعية إلا ساعات معدودة قبيل ختمها، و البيت الشمعي يختم تسعة أيام بعد وضع الملكة للبيضة، خلال مدة التسعة أيام تكون البيضة التي ستتحول إلى يرقة بعد ثلاثة أيام غير مناسبة لاحتضان الفاروا أو مساعدته على التكاثر.
قبل الختم، بحوالي 20 ساعة، يمكن للفاروا التسلل لبيت اليرقة الشغالة.
لكنه يملك وقتا أطول، يصل ل50 ساعة كي يتمكن من التسلل لبيوت الحضنة الذكور.
كل هذا يجعل الفاروا المتعلقة بالشغالة المصابة، أكثر تماسا و قربا من حضنات الذكور. و يمنحها مهلة زمنية أكبر للانتقال لخلاياهم.
2- يحتاج الذكور مدة أطول قبل الفقس و الخروج من البيت الشمعي المختوم، هذا يمنح الفاروا المؤسسة مدة أطول لوضع البيض ، لذلك تجد عدد بيض الفاروا داخل بيوت حضنة الذكور أكبر، تبدأ الفاروا المؤسسة و هو اسم الفاروا التي ستضع البيض داخل العين السداسية، بوضع بيضها 60 ساعة بعد الإغلاق، و ستضع بيضة إضافية كل ثلاثين ساعة، و قد تضع حتى خمس أو ست بيضات، يستغرق الفاروا للنمو من حالة البيضة إلى حالة الفاروا البالغة القادرة على التزاوج حوالي ثمانية أيام، و هذا يعني أن يرقات الفاروا لن تتحول كلها للوضع البالغ قبل فتح البيت الشمعي. تستغرق مرحلة العذرية لدى الشغالة 12 يوما تقضيها داخل العين السداسية المغلقة ، وتستغرق مثيلتها 14 أو 15 يوما لدى الذكور، و هذا يعني أن الفاروا تملك حظوظا أكبر للتكاثر و التزاوج داخل خلايا الذكور.
بعد فتح البيت الشمعي، تخرج النحلة المكتملة نحو العالم الخارجي، و معها تخرج الفاروا المؤسسة متعلقة بها و معها و بنت أو بنتين بالغتين و ملقحتين. أما الذكر، و بقية الإناث التي لم تبلغ سن التزاوج، فإنها تهلك في الخلية المهجورة.
كيف يعمل فخ الذكور
الإطارات التي يستخدمها النحالون، توافق مقاسات حضنة الشغالات، أما حضنة الذكور فيبنيها النحل بنفسه، في الفراغات بين الأطر أو على حوافها، أو في أي مكان فارغ داخل الخلية.
من الممكن متابعة الحضنات الطبيعية للذكور و التخلص منها لتقليص تفشي الفاروا، لكن هذا يبدو مستحيلا عمليا، لأننا لا يمكن أن نفحص كل الأطر باستمرار، و لا نعرف بالضبط، أي الخلايا تم ختمها و أيها لم تختم بعد.
سيكون من الأسهل إذن إضافة إطار خاص بحضنة الذكور داخل غرفة الحضنة ، و هذا ليس صعبا عمليا، لأنه يكفي وضع إطار بأقراص شمع أكبر قليلا توافق حجم الذكور.
حضنة الذكور باستخدام الإطار الأخضر البلاستيكي
تباع في الإنترنت إطارات بلاستيكية معدة لهذا الغرض، و هي غالبا تأتي بلون أخضر لتمييزها عن باقي الإطارات، و تكلف حوالي خمسة دولارات أو أقل للإطار الواحد.
حين يمتلئ الإطار و يتم ختم أغلب عيونه، يسحب من الخلية و يوضع في المجمد مدة أربع و عشرين ساعة لقتل الفاروا (و الذكور أيضا للأسف) . ثم يعاد للخلية بعد قضاء بعض الساعات في درجة حرارة اعتيادية. و يفترض أن تقوم الشغالات بفتح تلك العيون و التخلص من جثث الذكور و الفاروا.
و كما ترى، فهذه الطريقة ليست سهلة على الإطلاق..
إن كنت تدير مائتي خلية نحل، تخيل كمية الجهد الذي ستبذله لتجميد كل الإطارات، و إن كنت ستكرر عملية اصطياد الذكور أكثر من مرتين في السنة، ستكون المهمة أصعب.
أضف إلى ذلك، أن الاعتماد على النحل لتنظيف الإطارات سيضيف عبئا جديدا على طائفة النحل.
بعض النحالين يفضلون التخلص من الحضنة بشمعها قبل إعادة الإطار الأخضر للخلية، لكن حتى هذه الطريقة ستتطلب تنظيفا للإطار من بقايا الشمع، و تتطلب تجفيفه بعد غسله بالماء.
كل هذه الطرق معقدة في نظري، خصوصا طريقة التجميد، التي تتطلب أيضا حذرا خاصا في التخزين، تجنبا لتأثير الرطوبة، يجب أن نعرف أن الفاروا ليست الخطر الوحيد المحدق بالنحل، و أن أنواعا من العدوى مثل نوزيما سيرانا تقاوم حتى درجات التجميد العالية (Macías-Macías et al., 2020) و الحال أن النحال إن كان يدير عشرات الخلايا، سيسقط بسهولة في خطأ خلط الإطارات و نقلها من خلية لأخرى دون مراقبة أو دون تطهير مناسب.
حضنة الذكور باستخدام الإطار المقسم
يحب النحل إضافة أقراص من العسل للإطارات الخاصة بالحضنة، و قد يضيف أيضا أقراصا أخرى للبولين، و في الخلية تجد عادة حضنة الذكور أسفل الإطار. وبعض أقراص العسل في الأعلى. تقريب مورد الطعام يسهل مأمورية الحاضنات في رعاية و إطعام الصغار.
سيرا على هذا التصميم الطبيعي، يقوم بعض النحالين بتقسيم إطار لقسمين، ثلث في الأعلى يكون عاديا كسائر الإطارات المخصصة لجمع العسل، و قسم سفلي، يشكل الثلثين من الإطار، يكون فارغا بلا شمع و لا أسلاك.
لماذا يكون بلا شمع؟
لأن مقاسات الشمع الشائعة لدى النحالين، مفصلة لتربية حضنة الإناث، مقاسات الذكور هي أكبر قليلا، لذلك سيتكلف النحل ببنائها بنفسه في القسم السفلي.
لماذا لا نستخدم الأسلاك؟
يتم التخلص من كتلة الحضنة بالسكين أو أداة النحل، و سيكون من الأسهل إزاحة كتلة شمع واحدة، بدل إزاحة ثلاثة كتل أو أكثر حين يكون الإطار السفلي مقسما بأسلاك. إذا استخدمت تقنية فخ حضنة الذكور في كل خلايا المنحل، و اخترت أن تطبقها عدة مرات في السنة، ستضيف عبئا حقيقيا لأجندتك، خصوصا إذا كان عدد خلاياك بالعشرات، لذلك يفضل الاجتهاد دائما لإيجاد أفضل الطرق لتيسير العمل.
بعد ختم بيوت الذكور، يمكنك سحب الإطار و التخلص من الحضنة، و بعد ذلك تعيد الإطار للخلية مباشرة.
متى تستعمل تقنية فخ حضنة الذكور؟
هذه الطريقة تكون أكثر فاعلية خلال فترات نشاط الخلية، حين تكون مستعدة لتربية حضنة الذكور، و هي تمتد عادة من أبريل إلى يوليوز، لكن لأن نشاط الفاروا يرتفع تدريجيا خلال هذه الشهور تناسبا مع ارتفاع عدد الحضنة، فإن عدد الفاروا الذي يتم اصطياده خلال الشهور الأولى قد يكون ضئيلا، لكنه يشهد ارتفاعا تدريجيا بعد ذلك، و قد تصطاد النسبة الأكبر خلال شهر يوليوز.
متى يتم سحب الإطار المختوم
السر في نجاح تقنية فخ حضنة الذكور يكمن في اختيار التوقيت الأمثل لسحب الإطار.
إذا سحبت الإطار قبل ختم أغلب الأقراص، ستكون النتائج ضعيفة.
إذا تأخرت في سحب الإطار، و فقس البيض داخل الصندوق، ستكون النتائج وخيمة و عكسية، خصوصا في فترات انتشار الفاروا، لأنك ستحول عمليا هذا الإطار لأداة لتفريخ هذا الطفيلي.
و لأن الملكة لا تضع كل بيض الذكور خلال يوم واحد، سيصبح تقدير الوقت المناسب لسحب الإطار أكثر صعوبة، و تزداد الصعوبة أكثر لدى النحالين الذين لا يستطيعون مراقبة خلاياهم بشكل يومي، لبعد سكناهم عن المنحل.
نشاط الملكة في البيض ليس موحدا بين جميع الخلايا، و بينما يمكنها نظريا وضع ما يقارب 3000 بيضة في اليوم، يبقى هذا الحد الأقصى.. نظريا فحسب، و لا يتحقق إلا ضمن ظروف بيئية مثالية و ضمن خلية نحل كبيرة و مع ملكة ذات صحة مثالية.
في الظروف العادية، تضع النحلة أقل من ألفي بيضة في اليوم، و قد تضع أقل بكثير إن كان عدد الشغالات في الخلية ضعيفا، لأن الملكة لا تضع إلا العدد الذي ستقدر الشغالات على رعايته. و في جميع الأحوال، لا شيء يضمن أنها ستتفرغ لبيض الذكور و تتجاهل واجباتها الأخرى.
بعض النحالين يسلكون هنا طرقا عنيفة و معقدة للتحكم في سلوك الملكة، كحبسها بمحاذاة إطار الذكور، أو اللجوء لتقسيم اصطناعي للطائفة من أجل إحداث حالة تكون فيها الخلية بلا حضنة باستثناء حضنة الذكور، كل هذه الطرق، تنبني على فهم عميق لطريقة اشتغال النحل، و دراية بأن المنافس الأكبر لحضنة الذكور هو حضنة الشغالات التي تظل رغم جاذبية الذكور للفاروا، أكبر معقل للعدوى، صحيح أننا إن افترضنا أن النحل سيركز كل جهده على الذكور، سنضمن اصطيادا أكبر بكثير للفاروا. و لكن كل هذه التقنيات العنيفة تظل تجريبية غير قابلة للتطبيق في منحل تجاري. لأنها تتطلب جهدا و مخاطرة كبيرين.
نعود لطريقتنا الأصلية إذن، فمع قليل من الحظ، يمكن للملكة ملأ إطار النحل خلال يومين أو ثلاثة، هذا يرتبط بكثير من المتغيرات منها حجم الطائفة و متغيرات الطقس، و عمر الملكة، و فصيلة النحل.. قد تستغرق الشغالات يومين لبناء الأقراص. كل هذا يعني أن عملية ملأ الإطار بالبيض لا يجب أن تتأخر كثيرا، و لذلك يمكن سحب الإطار قبل أربع و عشرين يوما من وضعه.
حسب شهادة النحال الفرنسي Gwenaël DELAMARCHE الذي أجرى تجربة ميدانية مقارنة شملت 483 خلية دادانت، بينها 222 خلية طبقت تقنية سحب حضنة الذكور، فإن فترة عشرين إلى واحد و عشرين يوما تظل الأنسب لسحب إطار الذكور.
و الحقيقة أن النحالين من مختلف البقاع، يستعينون بفترات زمنية مختلفة، و هذا يمكن فهمه، لأن طبيعة المناحل و اختلافها، و طبيعة كل خلية على حدة، تفسر التضارب في تحديد مهلة زمنية موحدة.
لكن بشكل عام، لا تقل هذه المدة عن 18 يوما، و لا يجب أن تتجاوز 24 يوما، لأننا نخاطر حينها بالدخول في مرحلة خروج الذكور من العيون المختومة و هذا ما لا نريده بأي شكل.
هل هذه الطريقة فعالة حقا؟
تقنية فخ حضنة الذكور لا تسعى لتعويض الطرق التقليدية لمحاربة الفاروا، لكنها تظل أداة فعالة ضمن استراتيجية الإدارة المتكاملة للآفات (Integrated pest management, IPM) .
و هي مفيدة حين يتعذر استخدام المبيدات الحشرية خلال ذروة جمع الرحيق و جمع العسل. أو حين نسعى لتقليص حضور الفاروا في المنحل، تمهيدا للقضاء عليه بشكل حاسم باستعمال المبيدات.
هذه الطريقة، عند تطبيقها بدقة وفقاً للأسس العلمية، يمكنها تقليل أعداد الفاروا بشكل ملحوظ. ففي دراسة أجراها Charrière وآخرون عام 2003 تبين أن الخلايا التي خضعت للمعالجة على مدار السنة كانت تحتوي على أعداد فاروا أقل بـ 3.5 مرة مقارنةً بالخلايا التي لم تستخدم هذه الطريقة. و قد تمت ملاحظة هذا الفارق بوضوح في نهاية العام، خصوصًا في غشت وسبتمبر، و هي الفترة التي تم فيها استخدام حمض الفورميك كعلاج مكمل .و قد تحقق هذا التأثير دون أي ضرر على إنتاج العسل أو نمو الخلية.
كما أظهرت دراسة قام بها مصطفى غونيشدوغدو وفريقه ،عام 2019 بتركيا أن استخدام مصائد حضنة الذكور يقلل من انتشار الفاروا بنسبة 43%، و دون أن يكون لذلك أي تأثير ضار على النحل.
من الدراسات التي أشارت لوجود تأثير سلبي على الخلية، دراسة أجريت في منحل تجاري ببوينس إيرس بالأرجنتين سنة 2004 ، خلصت إلى أن مستوى فعالية هذه التقنية ضد الفاروا، حين يتم استخدام ثلاثة أطر صيد داخل الخلية، بشكل متتابع ، يصل إلى 84,72%. و هو مستوى عال بالطبع قد لا تصله إلا البعض المبيدات. Damiani, N., & Marcangeli, J. (2006)
لكن من ناحية أخرى وجدت الدراسة أن مستوى انتاج العسل كان منخفضا في الخلايا التي طبقت التقنية.
في نظري ، لا يمكن تعميم خلاصات هذه الدراسة على الواقع الميداني لتربية النحل، لا من حيث النسبة العالية جدا للفعالية و لا من حيث التأثير السلبي على إنتاج العسل، لأن هذه الدراسة اتبعت أسلوبا مخبريا خاصا في استعمال فخاخ حضنة الذكور، يقضي بحبس الملكة بمحاذاة إطار حضنة الذكور لفترات تتراوح بين ثمانية أيام و 24 يوما، حسب مدة كل اختبار، إذا حبست الملكة لأسابيع، فهذا سيؤثر حتما على نمو الخلية و مستوى إنتاج العسل. و لا يمكن إرجاع هذا التدهور لطريقة فخاخ الذكور، بل لحبس الملكة.
في المقابل خلصت تجربة النحال الفرنسي المحترف دولامارش، و هي واحدة من التجارب القليلة الموثقة لعملية تطبيق تقنية فخ الذكور داخل مناحل تجارية كبيرة.إلى نتائج أكثر إيجابية فيما يخص مردود العسل.
تطلب استخدام هذه التقنية داخل منحله الكبير يدا عاملة خصيصا لاستبدال الإطارات. لكن و مع استخدام اليد العاملة (التي كلفته14 €/للساعة و تطلبت مجموع 174 ساعة عمل بينها 6 ساعات لاستخلاص الشمع )، سجل المنحل زيادة أرباح بحوالي 6 يورو لكل خلية طبقت البرتوكول.
و يقول النحال، في دراسته المنشورة سنة 2017، أنه يتوقع تحقيق زيادة أرباح بقيمة خمسة آلاف يورو سنويا في حال تعميم مقاربة فخاخ الذكور على كل خلايا منحله و التي يبلغ عددها 800 خلية.
لكن من أين جاءت هذه الزيادة في الأرباح؟
السبب الأساسي يعود لزيادة إنتاج العسل و الشمع في الخلايا التي طبقت تقنية فخاخ الذكور. فخلال سنة 2016 و التي كانت سنة سيئة لعموم النحالين، مكن تطبيق برتوكول فخاخ الذكور كعلاج تكميلي خلال فترة الربيع، من زيادة إنتاج العسل إلى 1,6 كيلوغرام في كل خلية. أي بنسبة زيادة إنتاج في الصيف تتراوح ما بين 15 و 20 في المائة.
شكر
شكر خاص لجبران الشداني و خليل الشداني لمساهمتها في تدقيق و ترجمة إحالات هذا المقال
مصادر
- Calderone, N. W., & Kuenen, L.P.S. (2003). Differential tending of worker and drone larvae of the honey bee, Apis mellifera, during the 60 hours prior to cell capping. Department of Entomology, Cornell University.
- Boot, W.J., Calis, J.N.M. & Beetsma, J. Differential periods ofVarroa mite invasion into worker and drone cells of honey bees. Exp Appl Acarol 16, 295–301 (1992). https://doi.org/10.1007/BF01218571
- Macías-Macías, J.O., Tapia-Rivera, J.C., De la Mora, A. et al. Nosema ceranae causes cellular immunosuppression and interacts with thiamethoxam to increase mortality in the stingless bee Melipona colimana. Sci Rep 10, 17021 (2020). https://doi.org/10.1038/s41598-020-74209-3
- Güneşdoğdu, M., Şekeroğlu, A., & Tainika, B. (2021). Effect of Using Drone Brood Cells as Traps Against Varroa destructor (Varroa Mite). Turkish Journal of Agriculture – Food Science and Technology, 9(6), 1226–1231. https://doi.org/10.24925/turjaf.v9i6.1226-1231.4374
- Charrière, Jean-Daniel & Imdorf, Anton & Bachofen, Boris & Tschan, Anna. (2003). The removal of capped drone brood: An effective means of reducing the infestation of varroa in honey bee colonies. Bee World. 84. 117-124. 10.1080/0005772X.2003.11099587.
- Damiani, N., & Marcangeli, J. (2006). Control of the parasite Varroa destructor (Acari: Varroidae) in honeybee colonies of Apis mellifera (Hymenoptera: Apidae) applying brood trap combs. Revista de la Sociedad Entomológica Argentina, 65(1-2), 33-42.