النوزيما سيرانا و تدهور طوائف النحل – محاضرة الدكتورة أفراح صباح

تقديم الأستاذ محمد الشداني

سلام عليكم من الله ورحمة منه تعالى وبركات، موعدنا مع الدكتورة أفراح صباح من العراق الشقيق، في محاضرة تحت عنوان النوزيما سيرانا وتدهور طوائف النحل، وقبل ذلك يطيب لنا أن نقدم لكم نبذة موجزة عن الدكتورة المحاضرة:

الإسم أفراح صباح من العراق حاصلة على ماجستير أمراض كلية الطب البيطري جامعة بغداد مسؤولة تشخيص أمراض نحل العسل وزارة الزراعة العراقية، دائرة وقاية المزروعات قسم النحل باحثة في أمراض النحل وتصنيع العلاجات، عضو نشيط في العديد من الجمعيات والاتحادات العربية حاصلة على العديد من الشهادات، نذكر منها على الخصوص شهادة في الاستشفاء بسم النحل، وشهادة في تصنيع علاجات بسم النحل، وشهادة في تصنيع مستحضرات الجمال بمنتجات النحل، والدكتورة أفراح صباح بذلت جهودًا كبيرة في مجال تشخيص أمراض النحل، وهذه الجهود حتمًا ستعود بالفائدة على النحال العراقي وكذا النحال العربي، كما أنجزت بحثين اثنين وتعمل حاليًا على البحث الثالث وكلها تتعلق بالنوزيما سيرانا، البحث الأول تم تثبيته بالمركز الوطني لمعلومات التقانة الحيوية وتم تصنيع دواء للنوزيما سيرانا بالتعاون مع أحد الدكاترة المختصين، وقد أعطى نتائج جيدة جدًا والبحث الثاني بصدد الحصول على براءة الاختراع، ولها عدة أبحاث يجري العمل بها، وتشجيعًا لها على بذل المزيد من الجهد نتقدم إليها بالشكر الجزيل، وننوه بجهودها ونتمنى لها كل التوفيق والنجاح ولتتفضل سيادة الدكتورة أفراح صباح مشكورة.

نص محاضرة الدكتورة أفراح صباح

بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أسعد الله أوقاتكم بكل خير. الإخوة أعضاء مجموعة النحلة الحرة المغربية، يسعدني ويشرفني أن أكون معكم اليوم في هذه المجموعة المباركة. الشكر للأستاذ القدير محمد الشداني على جهوده المبذولة في تنسيق وتنظيم هذه المجموعة، ولا ننسى دور الإخوة الآخرين المشرفين في نشر كل ما هو مفيد في هذه المجموعة المباركة. في البداية، أقدم نفسي، أنا دكتورة فرح صباح من العراق، مسؤولة تشخيص أمراض نحل العسل في وزارة الزراعة العراقية، دائرة النحل، وبالتحديد مرض نوزيما سيرانا. لدي، بحمد لله تعالى، أربع بحوث خاصة بمرض نوزيما سيرانا. الأول سيتم نشره في مجلة بلانت أرشيفز في العدد الذي سيصدر في شهر مايو إن شاء الله تعالى، والبحث الثاني إن شاء الله بصدد تسجيل براءة الاختراع. أما البحث الثالث، فهو بصدد النشر في أحد المجلات، والبحث الرابع الخاص أيضًا بنوزيما سيرانا، فجاري العمل به بإذن الله تعالى.

عنوان محاضرة اليوم إن شاء الله هو “مرض نوزيما سيرانا وتدهور طوائف النحل”. مقدمة عن هذا المرض: يعد مرض نوزيما سيرانا أحد الأمراض الخطيرة التي تصيب نحل العسل. ينتقل هذا المرض عن طريق الغذاء الملوث بأبواغ المرض. يتطفل على الإبيثيليا الخلوية للطبقة الطلائية للقناة الهضمية ومنه ينتقل إلى الهيموليمف ثم إلى الخلايا الدهنية وإلى الغدد. بشكل عام، فإن النحل المصاب يكون حساسًا للمبيدات وللظروف الجوية، ونقصد بها ارتفاع وانخفاض درجات الحرارة. يسبب هذا المرض انخفاضًا في مناعة النحل، والتي تصل إلى مستويات منخفضة. يؤثر على مناعة النحل، وبالتالي تنتهز الفيروسات فرصة انخفاض المناعة فتظهر على النحل علامات مرضية تختلف باختلاف الفيروس المصاحب، وبذلك سيكون النحل معرضًا للهلاك نتيجة إصابته بنوزيما سيرانا والأمراض الفيروسية الأخرى. يعد هذا المرض أحد أسباب ظاهرة CCD (Colony Collapse Disorder) أو ما يسمى فوضى انهيار الطوائف. يطلق على هذا المرض تسميات عديدة، منها “إيدز النحل” بسبب تأثير هذا المرض على مناعة النحل، إضافة إلى أنه يطلق عليه اسم “الموت الخفي”.

تم تسجيل هذا المرض لأول مرة عام 1996 على نحل أبيس سيرانا في الصين، ثم انتقل إلى دول أخرى. أما تسجيله على نحل أبيس مليفيرا، فكان لأول مرة عام 2006 في إسبانيا، ثم انتقل بعد ذلك إلى دول أخرى. بالنسبة إلى طرق انتقال المرض، يعد الغذاء الملوث بأبواغ المرض هي الطريقة الأساسية لانتقال المرض، كما أنه ينتقل عن طريق عملية الضم أو التوحيد للخلايا المصابة مع الخلايا السليمة دون معرفة النحال بوجود إصابة، إضافة إلى نقل الإطارات من الخلايا المصابة إلى الخلايا السليمة. كما يمكن أن ينتقل المرض داخل الخلية عن طريق عملية التنظيف ونقل العسل بين الشغالات. يمكن أن يكون للنحل السارق دورًا في نقل الإصابة.

من أسباب خطورة هذا المرض أنه يتكاثر عن طريق الأبواغ، التي لها قدرة على تحمل الظروف الجوية المختلفة، حيث يلاحظ تواجد هذا المرض على طول أشهر السنة، ولكن بنسب تفاوت. إضافة إلى أنه أحد أسباب خطورة هذا المرض أنه لا توجد علامة مرضية مميزة يمكن تشخيص هذا المرض للوهلة الأولى. ولتوضيح ذلك، مثلًا، في حالة الإصابة بالفاروا، فيمكن أن يشخص النحال وجود الإصابة من خلال ملاحظة الفاروا عيانيًا، سواء على النحل أو داخل الحضنة، أو ممكن أن يكون التشخيص عن طريق ملاحظة تشوه أو تقصف الأجنحة. ما في حالة نوزيما سيرانا، فكما أشرنا، بأنه يصعب تشخيص المرض لعدم وجود علامة مميزة خاصة بهذا المرض.

يصيب هذا المرض جميع أفراد الطائفة. ما يحصل عند إصابة الشغالات بهذا المرض التالي: تتأثر الغدد المسؤولة عن إفراز الغذاء الملكي، الهيبوفارنجيال غلاند (Hypopharyngeal Gland)، وبالتالي يؤدي إلى قلة كمية الغذاء الملكي المنتج، والذي يعتبر هو الغذاء الأساسي للملكات واليرقات في الأعمار الأولى. تتأثر الخلايا الدهنية الموجودة في النحل بهذا المرض، وهذه الخلايا الدهنية لها دور في مقاومة النحل للظروف الجوية، وبالتالي، نتيجة إصابة الخلايا بهذا المرض، فيؤدي إلى عدم قدرة النحل على تحمل الظروف الجوية القاسية، والتي نقصد بها درجات الحرارة المخفضة ودرجات الحرارة العالية.

يؤثر هذا المرض على الإبيثيليال سيل أوف مدجات (Epithelial Cells of Midgut)، يؤثر على الطبقة الطلائية للقناة الهضمية، ويسبب تحلل هذه الخلايا وعدم القدرة على تجديدها، وبالتالي، سوف يستهلك النحل كميات كبيرة من الغذاء دون الاستفادة منه. يؤثر هذا المرض على الفايتلوجنين، الذي له دور في المناعة وله دور في إمداد الجسم بالطاقة، حيث يتكون من ليبيد وبروتين وجلوكوز. وبسبب هذه الحالة، نتيجة إلى ما تم ذكره من تأثيرات، فإن النحل، خلال رحلة السروح وجمع الغذاء اللازم، سوف يشعر بالجوع والتعب، فيستهلك ما جمعه من الغذاء فيعود إلى السروح مرة أخرى، فيصاب بنوع من العياء ويموت خلال رحلة رجوعه إلى الخلية. ففي هذه الحالة، سيحدث لنا تراجع في أعداد النحل السارح وقلة في إنتاج العسل. وهذا ما ذكره الباحثون، بأن أغلب الخلايا، عفوًا، أن الخلايا المصابة بنوزيما سيرانا، يحدث تراجع في إنتاج العسل بنسبة قد تصل إلى 40%. وكما ذكرنا في المقاطع السابقة، بأن نوزيما سيرانا تؤثر على مناعة النحل، وممكن أن تصل إلى الصفر، وبالتالي، ستنشط الفيروسات المصاحبة وتظهر علامات على النحل تختلف باختلاف الفيروس المصاحب. على سبيل المثال، في حالة الإصابة بفيروس شلل النحل، نلاحظ الارتجاف وعدم القدرة على الطيران وتقوس النحل. كما يمكن أن نلاحظ حالات تساقط الشعر واسوداد النحل، وذلك عند نشاط الفيروس والإصابة بمرض بلاك ديزيز. كما يمكن أن نلاحظ حالة تشابك النحل وتسلق الحشائش. وكلما كانت الإصابة الفيروسية قوية، أدى إلى هلاك النحل، حيث نلاحظ وجود النحل الميت داخل الخلية أو أمام الخلية. إضافة إلى ذلك، تحدث حالات موت للنحل في حالة استخدام المبيدات والمواد الكيميائية. وكما تم ذكره في المقاطع السابقة، أن النحل يكون حساسًا للمبيدات، ففي الحالات الاعتيادية، مثلًا، لو كان النحل يتحمل جرعة معينة من المبيد، فإن في حالة الإصابة بنوزيما سيرانا، فإن جرعة قليلة جدًا تسبب موته. ومن الجدير بالذكر، وهناك نقطة مهمة، بأنه يعد الفحص المخبري هو الفحص الدقيق وهو الفيصل لتشخيص وجود الإصابة من عدمها.

ولكن، خلال عملنا في البحث الخاص بنوزيما سيرانا ولمدة تجاوزت أربع سنوات، استطعنا من خلال المتابعة الخلايا لاحظنا عددًا من العلامات التي تلاحظ على النحل في حالة وجود الإصابة بنوزيما سيرانا. ولكن، أؤكد على أن الفحص المختبري هو التشخيص الدقيق لوجود الإصابة بنوزيما سيرانا من عدمه. الحالات التي لاحظناها خلال عملنا، منها في حالة استخدام النحال للغذايات، نلاحظ غرق النحل، والسبب يرجع في ذلك إلى انخفاض مستوى الفايتلوجنين، والذي له دور في إمداد الجسم بالطاقة، وبالتالي، نتيجة الإصابة، إصابة النحل بنوزيما سيرانا، فيحدث صعوبة في الطيران. من العلامات الأخرى التي لاحظناها هي خروج أجزاء الفم إلى الخارج، وتكون هناك حالة مشابهة للتسمم. لتسمم النحل، حيث أن النحال يشخص هذه الحالة عند وجود حالات خروج أجزاء الفم للخارج ومشابهة لحالة التسمم بالمبيد. فإن النحال يشخص على أنها إصابة بالمبيدات، ولكن هذه الحالة هي أحد علامات الإصابة بنوزيما سيرانا. وما نقصد هذه الحالة في فترة عدم وجود مكافحة للمحاصيل الحقلية، قد يلاحظ أن حالة تحدث عند نقل الخلايا أو الطرود من مكان إلى آخر، ونتيجة ورغم أن الأمور التي قام بها النحال والإجراءات من أجل النقل هي سليمة وجيدة، ولكن يجد النحال بعد فتح الخلايا يجد موتًا للنحل، ويرجع السبب في ذلك هو بسبب الإصابة بنوزيما سيرانا لأن النحل لا يتحمل الإجهاد ولا يتحمل الظروف القاسية.

بالنسبة تأثير نوزيما سيرانا على الملكات، حيث نلاحظ موت اليرقة الملكية داخل البيت الملكي، وذلك نتيجة نشاط الفيروس هو بلاك كوين ديزيز. كما نلاحظ عند فتح البيت الملكي نلاحظ السداد. اليرقة الملكية، يشكو بعض النحالين من حالات تحدث داخل الخلايا حيث أن الملكة حديثة التلقيح، وما نقصد ذلك في موسم النشاط حيث نلاحظ أن الملكة حديثة التلقيح تبدأ بوضع بيض بشكل نظامي وبشكل مستمر، وبعد فترة قصيرة، يبدأ النحل ببناء بيوت ملكية رغم تواجد الملكة واستمرارها في وضع البيض. والسبب في ذلك هي نتيجة تربية الملكة من خلايا مصابة بنوزيما سيرانا، وأن نوزيما سيرانا يؤثر على الفرمونات الملكية، وبالتالي، يقوم النحل بقتل الملكة. إضافة إلى حالة أخرى تظهر على الملكات بأنه، رغم توفر الظروف الملائمة للتلقيح من تواجد الذكور وعدم وجود أعداء طبيعية تمنع خروج الملكة للتلقيح، وأن النحال، أحد الباحثين، قام بمراقبة هذه الملكة، التي هي جديدة في الخلية، ووجد بأن الملكة خرجت للتلقيح، ورغم ذلك بأن الملكة لم تلقح. وقام أحد الباحثين بأخذ هذه الملكات وأجرى عملية التشريح، فلاحظ عدم وجود قابلة منوية، إضافة إلى وجود مبيض واحد في الملكة. بالنسبة للفحص الحقلي أو في المنحل، فيمكن أن يقوم النحال بفحص محتويات القنوات الهضمية حيث يتم قطع الرأس في البداية من قاعدتها لاستخدام الفورسبس، وذلك من أجل قطع الاتصال بين الرأس وباقي جسم النحلة ليسهل علينا سحب القناة الهضمية. ثم يتم سحب الحلقة البطنية الأخيرة باستخدام فورسبس من النوع الحاد، الملقط الحاد، حيث ستخرج القناة الهضمية. سنلاحظ تجمع الفضلات في نهاية القناة الهضمية مكونة حالة أشبه ما يكون بالإمساك، ولكن هذه الحالة قد تكون سببًا في نشر المرض داخل المنحل.

سأتطرق إلى شيء سريع عن طريقة الفحص المخبري للأشخاص الذين لديهم رغبة في الاطلاع على طريقة الفحص. هناك طرق للفحص، منها فحص كباحثين خاصة بالبحوث وفحص للنحال، الذي هو يعني لديه رغبة في إجراء الفحص الخاص بنوزيما سيرانا. سأتطرق في البداية إلى طريقة الفحص، الذي قمنا بها نحن كباحثين، وخاصة عندما تم تسجيل المرض لأول مرة في العراق. طبعًا، قمت بتسجيل هذا المرض لأول مرة في العراق عام 2017 في بحث تم تسجيله في ال NCPI. هذا البحث يحمل اسم “First Report of Nosema ceranae on Honey Bees in Iraq“. هذا خطوات البحث التي قمنا بها من أجل تشخيص هذا المرض كالآتي:

تمت أولًا أخذ عينات من الخلايا، تم فحصها مجهريًا من أجل تثبيت وجود أبواغ المرض من خلال الحجم ومن خلال الشكل وتفاصيل الأبواغ الخاصة بهذا المرض. بعد ذلك، قمنا بإجراء Artificial Pathogenicity أو ما يسمى أمراضية صناعية، عن طريق قفصات أو أقفاص خاصة معدة لهذا الغرض. ثم بعد ذلك، تم إجراء فحص PCR للكشف عن الDNA الخاص بنوزيما سيرانا. هذا بالنسبة لعملنا كباحثين. أما بالنسبة للفحص الذي يقوم به النحال، يعني من أجل تشخيص المرض، أؤكد على أن الفحص المختبري، وأكيد أن الفحص المجهري، هو يعتبر النقطة الأساسية لتشخيص المرض. بعد ذلك، يتم، يعني بعد ذلك، يتم استخدام تقنية PCR وهي فحوصات سيرولوجية من أجل تثبيت وجود أو تأكيد على وجود المرض. بالنسبة للفحص المجهري، يعتمد على أخذ هذه العينات ثم سحنها باستخدام هاون معد لهذا الغرض. يتم إضافة واحد ml من الماء المقطر لكل نحلة، لكل بطن نحلة. بعد ذلك، يتم أخذ قطرة ووضعها على سلايد، ثم يتم فحصها تحت العدسات الخاصة بالمجهر. بالنسبة لعلاج مرض نوزيما سيرانا، فهناك العديد من البحوث التي ذكرت، أو سجلت، علاج نوزيما سيرانا، وهناك العديد من الاجتهادات التي قام بها النحالون.

ولكن، حاليًا، لا يوجد علاج مسجل عالميًا يستخدم في جميع الدول وخاص بنوزيما سيرانا.

بالنسبة للعلاج الأول وهو الفيماجيلين Fumagillin ، والذي تم تصنيعه أصلًا لعلاج نوزيما إيبس، واحد، بعض البحوث في البداية ذكرت بأن الفيماجيلين ممكن أن يستخدم في علاج نوزيما سيرانا، ولكن بعد ذلك، فندت هذه البحوث وذكرت بأن الفيماجيلين هو غير فعال في حالة نوزيما سيرانا. وإضافة إلى ذلك، فإن الشركة قد توقفت عن التصنيع. إضافة إلى ذلك، أحد البحوث ذكرت بأن الفيماجلين ممكن أن يكون له تأثيرات جانبية، خاصة، يعتبر مسرطن على الإنسان، وكذلك يؤثر على الهايبوفارنجيال غلاند، الغدد المسؤولة عن إفراز الغذاء الملكي. معنى ذلك أنه له تأثيرات جانبية، لذلك توقف استخدام. علاج آخر وهو الهاني بي هيلث، وهو مصنع، أو عبارة عن مواد طبيعية، ليمون جراس وزيت النعناع، وهو أيضًا فعال في حالة نوزيما سيرانا، ولكن لا أعرف، هل هذا موجود أو متوفر في الدول العربية؟ نحن في العراق، هذه العلاجات لا توجد لدينا.

آخر هو النوسفيت Nozevit ، أو النوسفيت بلاس Nozevit Plus، وهو مصنع من مواد طبيعية من شجرة البلوط، وأيضًا له تأثيرات جيدة، وهذه كلها حسب البحوث التي ذكرت ذلك. آخر هو بيتا فيد جولد، بي إف جي، وهذه العلاجات أيضًا مصنعة من مواد طبيعية. علاج آخر يستخدم هو الأبي هيرب، وأيضًا هو مصنع من مواد طبيعية. هذه العلاجات كلها مصنعة من مواد طبيعية، وقد، حسب البحوث، ذكرت بأن هناك تأثيرات جيدة في حالة استخدامها في علاج نوزيما سيرانا.

ولكن، في النهاية، سأذكر رأيي في هذه العلاجات، كبحث للعالم، فرايز (Et al) ، يعني، فرايز وجماعته، ذكر بأن استخدام جزء واحد من خل التفاح يضاف إلى نصف جزء من المحلول السكري، أعطى نتائج جيدة في نوزيما سيرانا، ولكن، هو توصل إلى هذه النتائج حسب بحث قام به. السؤال دائمًا يطرح من قبلنا حاليًا، هل أن استخدام المحلول السكري المضاف إليه الكركم، أو القرفة، أو الدارسين، أو الليمون، وإلى آخره، هل هي مفيدة وتعالج وتقضي على نوزيما سيرانا؟ الجواب في ذلك، كلا، أنها لا تقضي على نوزيما سيرانا، وإنما ترفع مناعة النحل، وبالتالي، سيكون النحل لديه قدرة، وبالتدريج، يمكن السيطرة على نوزيما سيرانا.

إن هناك علاج آخر وهو الهايف ألايف HiveAlive وهو أيضًا مجموعة من المواد الطبيعية أو المستخلصات النباتية، أيضًا لها دور في رفع مناعة النحل وزيادة نشاط النحل.

وجد أحد الباحثين مقارنة بين خلية تم تغذيتها على المحلول السكري وخلية تم تغذيتها على العسل وحبوب لقاح طبيعي، حيث تم عمل ارتيفيشيال باثوجين ستي، أو ما يسمى أمراضية صناعية، فوجد أن الإصابة تكون مختلفة في الشدة، حيث أن النحل الذي كانت تغذيته جيدة كانت الإصابة قليلة أو ليست شديدة. أما في حال تغذيته على المحلول السكري، فكانت الإصابة شديدة في نوزيما سيرانا، وذلك لأن، الممكن أن يكون، أن تفسر هذه الحالة بأنه يمكن أن يكون المحلول السكري له تأثير على بكتيريا اللاكتيك، التي لها دور في المناعة.

هناك حالات ممكن أن تشاهد تكون حالات فردية وهي مقاومة النحل للمرض، حيث شاهدت هذه الحالة في أحد المناحل قبل سنتين في العراق، حيث تم زيارة أحد المناحل الذي يتكون تقريبًا من أكثر من 100 خلية. تم فحص، أخذت عينات من هذه الخلايا وفحصت، ولاحظت وجود حالة وهي وجود أعداد كبيرة من أبواغ المرض في النحل، وعلى الرغم من ذلك، فإن النحل كان بحالة جيدة وعدم وجود هلاكات ونشاط كبير في هذه الخلية. معنى ذلك أن هناك مقاومة لهذا المرض، حيث تعتبر فروقات فردية. لذا، ممكن على النحال في هذه الحالة أن يقوم بتربية خلايا، بتربية ملكات واستخراج تقاسيم وطرود من هذه الخلايا، من هذه الخلايا المقاومة، والتي تعتبر أحد طرق الوقاية، أو تعتبر أحد الأساليب التي ممكن النحال أن يتفادى الهلاك وتأثير نوزيما سيرانا الشديد على الخلية.

نصيحة لي وحسب خبرتي في مجال نوزيما سيرانا، ففي حالة تواجد هلاكات، يعني، في البداية، وموت للنحل وزحف للنحل، فيسارع النحال في تقديم الحبوب اللقاح المطحونة، حيث استخدمت هذه الطريقة باستخدام حبوب اللقاح المطحونة من مصادر موثوقة، وتم مزجها مع خميرة النحل، وخلال فترة وجيزة، بدأت الهلاكات تتوقف. وخلال فترة، تم أخذ عينات وفحص النحل، لاحظت قلة في أعداد أبواغ المرض. إن التغذية الجيدة وعدم تعرض النحل للإسترس أو الضغوطات، وكذلك توفير الغذاء النظيف والماء النظيف، ومعالجة الأمراض في بدايتها، تكون سببًا في الحفاظ على النحل.

اعتذر عن تسجيل أو إرسال المقاطع الصوتية المسجلة سابقًا لأني عدتها قبل المحاضرة خشية ضعف الإنترنت، وذلك لأن الإنترنت عندنا في العراق غير مستقر، فممكن، خلال، يعني، خلال، بشكل، يعني، غير مهيأ له، يكون الانقطاع في الإنترنت. لذا، عدت المقاطع الصوتية سابقًا، بالإضافة إلى التسجيل الحالي. بالنسبة لعلاج نوزيما سيرانا عندنا في العراق، فحمد لله، تم تصنيع علاج يحمل اسم نوزيما كيلر. هذا العلاج مصنع من مواد طبيعية. تم تجربة هذا العلاج لمدة تقريبًا ستة أشهر أو أكثر، بعد ذلك، تم تثبيت نجاحه في المختبر وفي المنحل، بعد ذلك، تم توزيعه على النحالين، وقد أعطى نتائج جيدة جدًا، والحمد لله والشكر. لا نقول أننا استطعنا القضاء على نوزيما سيرانا في العراق تمامًا، ولكننا استطعنا الحد من انتشاره. أتمنى أن أكون قد وفقت في تقديم ملخص عن هذا المرض الخطير والذي يهدد واقع النحل في العالم، ولهذا، دائمًا، النحال يسعى إلى معرفة كل ما هو خطر من أجل تفادي تواجده في منحله. أتمنى أن كون وفقت في تقديم هذه المحاضرة، وإن شاء الله تكون فيها منفعة للنحالين. لكم مني جزيل الشكر والامتنان.


حقوق النشر

© كل الحقوق محفوظة للنحلة الحرة المغربية و أجباح. يمنع نسخ أو إعادة نشر هذه المحاضرة.

Similar Posts